مؤشر البركة
و
البركة في لغة العرب التي نزل بها القرآن تعني النماء و الزيادة يقول الإمام بن
القيم رحمه الله تعالي( و الرجل المبارك الذي أينما وضعته نفع ) و نجد كذلك في
عالمنا هذا أشخاصاً علي هذا النحو مباركون إن أسندت إليه إدارة مدرسة نجح و إن
أسندت إليه إدارة منظمة نجح و إن أسندت إليه إدارة في مؤسسة نجح و إن أسندت إليه إدارة
أزمة حلها أولائك المباركون ( و جعلني مبارك أينما كنت ) فالرجل المبارك أينما
وضعته نفع ، و القرآن و السنة كذلك تحثنا عن أعمالٍ تجلب البركة و عن أعمال تمحق
البركة أعمال يجلب الله بها البركة للإنسان و أعمال يمحق الله بها البركة عن عمل الإنسان
، و في سياحة تأملية ليست حصرية لأنك لن تستطيع أن تحصر الأعمال التي تجلب البركة
و لن تستطيع كذلك أن تحصر الأعمال التي تمحق البركة لكنني أقول العلم بسنة الله في
مؤشر البركة تعاملٌ مع من يملك كل شيء ( و عنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو )
تعامل مع هذا لا تتعامل مع غيره لأنه هو الذي يملك مفاتيح الغيب لا يعلمها غيره و
لا يحيط بها سواه و لذلك حين تعرف منطقه و سنته و تتعامل بموجب سننه الكونية
عندئذٍ تفلح في الدنيا و الآخرة حين يبقي الله حاضراً في حياتك حين تسوق سيارتك
فتدرك ما لحق من عدم البركة حين تشتري إطار جديداً فيستهلك الإطار في أقل من
أسبوعين تذهب بركته ، من يزعم أن الأحداث تقع في الدنيا علي وجهٍ عبثيٍ هو العبثي
، لا يقع عمل في الدنيا لا طائر يطير بجناحيه في السماء و لا يرف علي فرع شجرةٍ إلا
لكل ذلك حكمة و لكل ذلك مقصود و لكل ذلك
غاية ، الله عز و جل يريدك أن تتدبر آياته الكونية كما تتدبر آياته المنزلة
المتلوة في القرآن ( مؤشر البركة )
أتناول ثلاثة أمور تتعلق بالبركة في الطعام
هل
يوجد شخص لا يأكل كل يوم ؟ لا هناك شخص يأكل ثلاثة وجبات في اليوم أو وجبتين وإذا
لم يأكل وجبتين يأكل وجبة واحدة ، الله يوجد لديه أربعة سنن للبركة في الطعام و الإنسان يطعم
الطعام فلا ينال طعامهُ بركة و لا ينال تغذيته به بركة فالله يصنع صنوف الطعام و
لكل صنف أداء عمل
في
الطعام الذي نأكله ثلاثة مرات في اليوم تعالوا نأكله بطريقة جديدة ونطبق فيه
الأربع سنن هذه أنظر كيف تجد جسمك بعدها كيف يصبح قوي و ستصبح عندك طاقة و لا تتعب
بسرعة تشتغل أربعة و عشرين ساعة ولا تتعب و هذه السنن الأربعة هي
أولاً : البسملة
عندما
تأكل فقل بسم الله و لا تقل بسم الله الرحمن الرحيم لأنه لم يرد في السنة و لكن قل
بسم الله فان في التسمية بركة
ثانياً : يقول
النبي علية الصلاة والسلام ( إذا أكل أحدكم فلا يأكل من أعلي القصعة فان الله ينزل
البركة في أعلاها إلي أسفلها ولكن كلوا من حولها )
يعني عندما تأكل لا تأكل من نصف الطبق و كل من
الطرف فالله ينزل البركة في المنتصف فكل من
الطرف إلي أن تأتي إلي المنتصف ، كل بهذه الطريقة وأنظر ماذا سيحدث لك؟
بصرك مثلاً ستري من هنا إلي 10كيلو للأمام ، ما هو الأكل الذي تأكله؟ تأكله ليغذي
البصر و السمع لماذا لا يوجد بركة في أبصارنا و لا في بركة في سمعنا و لا في بركة
في حفظنا ولا في بركة في عقولنا ولا في بركة في أفهامنا ولا في بركة في مشاعرنا؟
ثالثاً : يقول النبي علية الصلاة والسلام (البركة في أخر
الطعام فإذا أكل أحدكم فليلعق صحفته و ليلعق أصبعه )
الإنسان
عندما يأكل قال الرسول صلي الله عليه و سلم لك العق الصحن.و لكن عندما تقوم فتلعقه
يقولوا عنك هذا الشخص جعان وأنت عارف فلسفة أن تلعق الصحن معناه أن تضع في الصحن
أكلاً تستطيع أن تصل إلي نهايته معناه أيضا عدم التبذير معناه لا تضع طعام إلا
يكفيك بل أقل مما يكفيك لأن الذي يلعق في نفسه مساحة ليس في بطنه مكان يتسع للطعام
لكن يقول أنا شبعت و لا أقدر أن أأكل أي لقمة أخري و هل يأكل بن أدم حتى يشبع فلا
يستطيع و لا لقمة ؟ هل الشخص يجب أن يأكل إلي أن يشبع ؟، الحسن البصري يدعوا أحدهم
إلي طعامه فيقول له كل معنا يقول لا أستطيع يقول له و هل يأكل المؤمن حتى لا
يستطيع ؟ و لذلك يقول النبي علية الصلاة والسلام ( ثلث لطعامك و ثلث لشرابك و ثلث
لنفسك) هذه إرشادات طبية يأتي أحدهم فيقول النبي هذا هل هو دكتور أصلاً ؟ لأن أأخذ
من طبيب كافر خيرٌ من أن أأخذ من نبي أمي هناك شخص قال هذا الكلام و الناس يعرفونه
في حديث الذبابة قال الرسول هذا الله لم يرسله دكتور لأن أأخذ من طبيب كافر خيرٌ
من أن أأخذ من نبي أمي ٍ و هناك دكتورة في أمريكا تقول أن الذبابة هذه يوجد في
جناحها داء و في الجناح الثاني دواء لهذا المرض و الرسول علية الصلاة والسلام يقول
إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمثهُ فان في أحد جناحيه داء و في الأخر دواء )
تمت المعادلة لما اكتشفت هذا الموضوع فهناك شخص ذهب و قابلها وأخذ معه صحيح
البخاري وقال لها يا دكتورة الكلام إلي أنت قلتيه أحنا زمان رسولنا قاله لنا في
صحيح البخاري و عندما أطلعها عليه قالت أشهد أن لا اله إلا الله و أن محمداً رسول
الله فرجل كفر بالحديث و الحديث نفسه أدخل
كافرة إلي الإسلام ، رجل كفر بحديث أنكره و نفس الحديث أدخل كافرة الإسلام
رابعاً : ( إذا وقعت
لقمة من أحدكم فليأخذها و ليمط ما كان منها أذي و ليأكلها و لا يدعها للشيطان فانه
لا يدري البركة في أي طعامه تكون )
هذه
أربعة سنن الذي يظن أو يعتقد أن هذه الأربعة الرسول كان يتسلي معنا والذي يظن أو
يعتقد أن تلك الأحكام هي عبارة عن نصائح إرشادية إذا أردت أن تعمل بها تعمل بها و إذا
لم ترد أن تعمل بها فلا بأس لم يفقه ما هي وظيفة الرسول
موضوع
آخر الأكل الذي فوقه 10 أشخاص فيه بركة أحسن من الأكل الذي فوقه 7 أشخاص و الأكل
الذي فوقه 7 فيه بركة أفضل من الأكل الذي فوقه خمسة و هذا يعلمك شيء آخر وهو إعادة
التئام الأسرة. الآن الأب أين الأب ؟ غير موجود و أين الأم ؟ الأم في الشغل و
الأولاد يأتوا من المدرسة الساعة 2 ليأكلوا تعالي يا أحمد تعال يا محمد اجلس هذا يأكل و هذا
لا يأكل و هذا يقول أأكل فيما بعد و الأم تأتي بعد المساء تأكل و الأب يأتي بعد
العشاء يأكل كل بمفرده يأكل لا يوجد التئام للأسرة و الرسول يقول ( اجتمعوا علي
الطعام فان البركة في الجماعة )عندما تأتي الأسرة
لتأكل مع بعضها أبوك و أمك و أخوانك و أخواتك كلكم هكذا في وقت واحد تأكلوا
مع بعض أنظر إلي الدلالات الاجتماعية السلوكية الأخلاقية ، لما تجتمع تأكل مع ولدك
تشوف تصرفاته كيف يأكل كيف يضحك تسمعه و
تنظر إليه فتري ما لديه من مفاهيم و أفكار
وهل لديه هموم و مشاكل .أعني حديث
الاجتماع علي الأكل هذا لو أردنا أن نشرحه
له دلالات اقتصادية و دلالات اجتماعية و دلالات سياسية و دلالات في الحفاظ علي
هوية الأسرة و علي وجودها و علي التئام الأسرة و علي الألفة و تواصل المشاعر بين
الناس و مراقبة سلوك الأطفال ...برنامج لحديث اجتمعوا علي الأكل ، الآن أصبحنا لا
نجتمع علي الأكل أصبح لا يوجد بركة و المرأة تصيح ولدي ولدي لأنه لا يوجد بركة و لا توجد أسباب البركة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق